بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

عوا والمنصور ... الإرهاب والجنون

عوا والمنصور ... الإرهاب والجنون

بقلم  هاني رمسيس  

وقف أحد الصحافيين يوماً في ندوة بمعرض الكتاب بالقاهرة ، ليسأل قداسة البابا شنودة عن حقيقة وجود أسلحة بالكنائس والأديرة ، فرد عليه قداسة البابا منفعلاً ومستنكراً ترديد مثل هذه الأسئلة من الصحافيين والتي بدورها تعمل على الترويج لهذه الافتراءات . مرّ على هذا السؤال ما يقرب من عشرين عاماً ، و مازالت المحاولات مستميتة لتشويه صورة الكنيسة القبطية وقيادات الكنيسة و التحريض ضد الأقباط .

كان أحدث هذه المحاولات البائسة- ولن يكون آخرها- تلك التمثيلية الهزلية على قناة الجزيرة صوت الإرهاب وراعيته ، والتي بطلاها عوا والمنصور ، التي لم  يتبين لنا فيها من هو المذيع و من هو الضيف ، إنما دار الحديث كتمثيلية تتوزع فيها الأدوار ، أو كوصلة رقص مبتذل يتبارى فيها كل من الراقصة و الطبال فى إظهار موهبته وموهبة الآخر ، يغيّر كل منهما موقعه حتى ما عاد هناك فرق بين من هو الراقصة و من هو الطبال .
امتلأت الحلقة أو الوصلة (بكلام كبير قوى ) مثل تغول الكنيسة ، و احتلال المناصب العليا ، و التخطيط الممنهج ، والبؤر (إشارة إلى الكنائس والأديرة) ، والمتفجرات (إشارة إلى لعب أطفال ) ، و حقوق الأغلبية ، و دولة داخل الدولة (وقد أضاف عوا أنها إمبراطورية داخل الدولة ) ، والتجهيز لمحاربة المسلمين  ، والانفصال ... و غيرها من مفردات مزيج الإرهاب بالجنون .
لن نلوم على هذا العوا ، فمنذ قضية وفاء قسطنطين و حالته تستدعى الشفقة ، ولن نلوم على ذلك المنصور الذي يبث برنامجه من القاهرة ويتقاضى راتبه من أموال دولار النفط الخليجي ، حيث كل شيء له مزاد و قابل للبيع .
إنما و حتى هذه اللحظة لم نسمع أي رد فعل أو تعليق من المؤسسة الرئاسية ، أو مجلس الوزراء ، أو وزارة الداخلية ، لم يعلق على الأمر جهاز أمن الدولة ، أو حتى مسئول الملف القبطي بالجهاز و كلهم يعرفون دبة النملة بالكنائس و الأديرة .
إن ما ادعاه عوا و المنصور وإن كان يتهم الكنيسة المصرية بالخيانة العظمى، فهو في ذات الوقت يضرب مصداقية و قدرات و وطنية مؤسسات مصرية أخرى لها احترامها وتقديرها مثل الجيش المصري و المخابرات المصرية. بل ربما قصد باتهاماته بتراخي الدولة ما هو أبعد من ذلك ، و هو ما يضعه تحت طائلة القانون .
كنا ومازلنا ننتظر من النائب العام التحقيق في مزاعم و أكاذيب عوا و المنصور المريضة، فإن لم يثبت ما زعماه، ولن يثبت لأنه ما هو إلا محض خيال مريض، فإن محاكمتهما واجبة.
على الدولة و الحزب الوطني الذي يتغزل فيه بعض رجال الكنيسة ليل نهار الرد بقوة.
على الصحافة المسماة بالقومية الكف عن مهاترات صورة الرئيس بالبيت الأبيض، وهل كانت الصورة في المقدمة أم المؤخرة، و تقوم بتبرئة ساحة الدولة و ساحة الكنيسة من تخاريف عوا والمنصور.
فليس على الكنيسة أن تدافع عن نفسها وإلا فهو قبول و اعتراف أنها في وضع المتهم.
كنا ومازلنا ننتظر أن يخرج علينا أحد علماء الأمراض النفسية و العقلية كالدكتور أحمد عكاشة، ليفسر لنا حالة عوا و المنصور و إخوانهم، وهل من أمل في الشفاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق