بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

شباب وفتيات يخطئون في تلاوة الآيات القرآنية يحذرون ركاب المترو من أهوال يوم القيامة!!

 ٢٤ سبتمبر ٢٠١٠
صحيفة "الأقباط متحدون" تطرح السؤال:
-    هل ازداد نفوذ "دعاة الفضائيات" للدرجة التي تجعل "مترو الأنفاق" قناة من قنواتهم؟

المهندس "فرج الأوسية": يمثلون نموذجـًا في الفوضى التي وصلت إليها "مصر", وفقراء في المعرفة الدينية
"أحمد المتبولي": هذه الظاهرة تسيىء للدين ويجب أن يحترموا خصوصيات الركاب, ولكل مقام مقال
"علياء المغربل": بعض المنتقبات تتاجرن بالدين في عربات المترو, وأصواتهن تزعج كبار السن!!
"سمير علي": أشبه بممثلي الدراما والمسرح, ويأخذون من الدين القشور؛ فينتقدون الأحزاب ويسخرون من المظاهرات ويقاطعون الانتخابات، ويطلبون منك أن تدعو لإخوانك دون أن تدري عن أي إخوان يتحدثون!!

الدكتورة "عزة الجيار" أستاذ الأدب العربي:
-    تصرفاتهم دليل على ضعف الثقافة الدينية وغياب قيم المواطنة داخل المجتمع المصري

الدكتور "مجدى قرطيم": لابد من وجود رقابة أمنية داخل محطات وعربات المترو

تقرير: محمد بربر- خاص الأقباط متحدون

 وقف الرجل بقامته الطويلة وجلبابه القصير ولحيته الكثيفة على قضبان المترو حتى جلس جميع الركاب, ثم أخذ -بصوته العالي- يخطب في الناس؛ محذرًا إياهم من التبرج والسفور الذي أصاب الأمة الإسلامية, ثم تحدث عن أهوال يوم القيامة وعذاب القبر وحكم تارك الصلاة, معظم الأحاديث التي يرويها هذا الشخص ضعيفة أو "موضوعة", وطريقته العصبية وتشنجه وتورم عروق وجهه يجعل ركاب "المترو" في غضب شديد من هذا الأسلوب السيىء، ومن شخص يدعي فهم الدين وهو يخترق خصوصية الركاب.
 والسؤال الذي تطرحه صحيفة "الأقباط متحدون"؛ هل أصبح للمترو منابرًا وخطباءًا؟ وما مدى صحة أن يخترق أحدهم خصوصيتك ويزعجك بآياتٍ مغلوطة وأحاديث ضعيفة وفتاوى سمعها من شيوخ الوهابية؟؟ وهل ازداد نفوذ "دعاة الفضائيات" للدرجة التي تجعل "مترو الأنفاق" قناة من قنواتهم؟!
 في البداية علَّق المهندس "فرج الأوسية" على هذه الظاهرة قائلاً: هؤلاء الذين يتحدثون باسم الدين في عربات المترو، يمثلون نموذجـًا في الفوضى التي وصلت إليها "مصر", فهم لا يمتلكون علمـًا ولا معرفة، كما أن طريقتهم في الخطابة تفتقر لأدنى درجات المنطق.
 وأشار "أحمد المتبولي" -طالب بجامعة الأزهر- إلى أن هذه الظاهرة تسيىء للدين, فإذا كان أحد الركاب مريضـًا أو على سفر أو عائدًا لتوه من عمل شاق، وخرج عليه هذا الشخص بأسلوبه المنفر، والذي يسبب لي أنا شخصيا -والحديث على لسان "أحمد"- عصبية شديدة, فإنه بذلك يضر ولا ينفع.
 وأضاف "أحمد": على الرغم من دراستي الأكاديمية بـ"جامعة الأزهر"، إلا أنني أرفض أن أقوم بهذا العمل, فلكل مقام مقال, وهذه وسيلة مواصلات يجب أن نحترم الدين والركاب معـًا, والحكاية ليست كما يظنها البعض "مظهرة على خلق الله".
 وتقول "علياء المغربل" -موظفة- إن المنتقبات أيضـًا تحاولن لعب دور "الداعية الإسلامية"، وغالبـًَا ما تُخرِج الفتاة المنتقبة بعض كتب الأذكار وتقوم بتلاوة الآيات القرآنية بصوت مرتفع، وهو الأمر الذي يزعج السيدات، وكثيرًا ما تحدث مشادات كلامية, فليس الوقت وقت تلاوة ويجب علينا أن نحترم الدين.
 وأشارت "علياء" إلى أن بعض الفتيات تجمعن المال من خلال توزيع بعض كتب الأذكار والمصاحف الشريفة والكتب التى تتحدث عن الحجاب, وتتقبلها السيدات على أساس أنها "هدية", ثم تقوم الفتاة بإعلان أسعارها؛ مؤكدة أن هذا السعر سيخرج "في سبيل الله"، ومن ثم تدفع الراكبات بعد أن تقعن في حرج شديد، وتتساءل "علياء": "أليس هذا الأمر متاجرة بالدين"؟؟
 ويرى "سمير علي" أن دعاة المترو هم أشبه بممثلي الدراما والمسرح؛ لأنهم يدعون الناس إلى الدين وهم أصلاً لا يفهمون الدين الصحيح, فمن مظهرهم الغريب -جلابية تكاد تلامس منتصف القدمين- وأفكارهم الناقصة، إلى اعتمادهم على التدين الشكلي، ودائمـًا ما ترى هؤلاء يتجنبون مناقشتك في أحوال المجتمع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بدعوى أن هذا كله "ليس من الدين في شيىء", فينتقدون الأحزاب ويسخرون من المظاهرات ويقاطعون الانتخابات ويطلبون منك أن تدعو لإخوانك دون أن تدري عن أي إخوان يتحدثون, هل إخوان الوطن أم إخوان الدين أم الإخوان المسلمين؟؟
 بينما تؤكد الدكتورة "عزة الجيار" -أستاذ الأدب العربي- أن هذا الرجل الملتحي أو الفتاة المنتقبة، يُقدِمون على مثل هذه التصرفات بسبب ضعف الثقافة الدينية وغياب مفاهيم المواطنة الحقيقية التي دعا إليها الدين, مشيرة إلى أنها لا تهتم بمثل هذه الأحاديث إذا ركبت المترو، لأنها تشفق على الناس من هذه الدعاوى الكاذبة؛ على حسب تعبيرها.
 وطالب الدكتور "مجدي قرطيم" -الأستاذ بـ"جامعة الأزهر"- أن تكون هناك نقطة مرور خاصة بالمترو، لأن هذا يحمي الركاب من أصحاب ثقافة "التدين الشكلي"، معربـًا عن استياءه الشديد من أن يتحول الدين إلى وجبة "تيك أواي" تُفرض على الإنسان في كل مكان.
 وشدَّد "قراطيم" على ضرورة دعم "الأزهر الشريف"، و"وزارة الأوقاف"، حتى يتم تخريج دعاة على قدر كبير من فهم الدين ونشر ثقافة المواطنة والمجتمع الواحد، مؤكدًا على أن هناك مَن يحاول نشر المذهب الوهابي, وطالما حذرنا من ذلك.
 وأضاف قائلاً: "السطحية التي تميز هؤلاء الشباب ممَن يتقمصون دور الدعاة، كفيلة بهدم المجتمع المصري، وعلينا أن ننتبه لذلك، وأن نعي خطورتهم جيدًا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق