بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 23 سبتمبر 2010

مقاله بقلم هيام فاروق: عداك العيب يا سيدنا


بقلم: هيام فاروق 
بعد أن كثر الكلام من هنا و من هناك ، و تأججت نار الفتنة الطائفية التى هى نتاج مساعى التيار الدينى ، إذ ليسوا هم جماعة معينة و إنما هو فكر بعينهيهدف إلى الإساءة للكنيسة  بإلقاء تُهم ليس لها أى أساس من الصحة ، بل هى أوهام ليست موجودة إلا فى رؤوس المتكلمين عنها . 
و إلى هنا و لا يجب الصمت .. فقد أثارنى ما قيل عن الأديرة و ما بها من سلاح و حيوانات مفترسة.... و هنا أتساءل : أين كان هذا السلاح فى حادثة الإعتداء على رهبان دير أبو فانا و دير الأنبا أنطونيوس و بقية الأديرة .. أليس الأجدر بهم أن يخرج هذا السلاح فى مثل هذه الغزوات ؟ و لماذا لم يطلقوا الأسود و النمور و الحيوانات المفترسة التى يدَّعون أنها تُربى من قِبَل الرهبان ؟ لم نرى هذا و لا ذاك .
 
يا ســـادة .. الأديرة هى مكان تعبد و صلاة و إقامة للرهبان الذين تركوا العالم بلا رجعة و لا يبغون منه شىء .. فماذا تريدون أنتم منهم ؟ 
أتحدى أى إنسان يدخل أى دير و يجد فيه إلا سكينة ( تِلمة ) تقشر البطاطس ، و ياريتها بتقشر .
جميعنا نعلم تماما أن الرهبان جميعهم لا يملكون إلا سلاحا واحدا فقط . هو الصــــــــــــــلاة و كلمة الله من الكتاب المقدس . ( إحملوا سلاح الله الكامل لكى تقدروا ان تقاوموا فى اليوم الشرير و بعد أن تتمموا كل شىء أن تثبتوا ) أفسس 6: 13
فهذا هو سلاح الراهب ، و فيما عدا هذا فهو هُراء .
ثم أن الأجهزة الأمنية عندنا على أعلى مستوى من امتلاك الحاسة اللاقطة لكشف كل شىء فى كل شبر على أرض المحروسة . فلماذا هذه الافتراءات و أمامكم الدعوة المفتوحة لتفتيش الأديرة و الكنائس .
 
من جهة أخرى و رغم موقفى المعروف تجاه تصريحات الأنبا بيشوى إلا إنى بمنتهى الأمانة لم أجد عِلة فى تصريحات نيافته هذه المرة لكى يعلقوا له ( حبل المشنقة ) و كأنه أخطأ فى الذات العربية فى كلمة ( نحن نعتبرهم ضيوف ) .. فقد رأيت و شعرت بكم الغضب الكامن داخله و خصوصا أنه لم يدلى بصوته بتاتا فى أحداث الكشح أو مذبحة نجع حمادى و غيرها . و أعتقد أن صمته هذا هو الذى أثاره فى هذه الجملة ، و لعله كان يقصد أن يلفت النظر إلى ما قبل 1400 سنة حين دخول عمرو بن العاص و جنوده مصر و استقبال الأنبا بنيامين لهم على أنهم ضيوف بالفعل ، و ارجعوا إلى تاريخ الكنيسة و أنتم تعرفون أصل الحكاية .
صدقونى لم تغضبنى أبدا هذه الكلمة و ما كان يجب أن تغضب أحدا و خصوصا أنه تقابلها مئات بل آلاف الكلمات من هناك فى صورة مظاهرات و بذاءات و سباب لقداسة البابا شنودة و غيره ، و تقابلها أيضا بيانات صادرة من جبهة علماء الأزهر هى بيانات عقيمة و ليست لها معنى .
يا سادة الأنبا بيشوى قال : ( ضيوف ) و هو لفظ مُهذب ، و لم يقل مثلا ( غُزاة ) أو ( قتلة ) .. فى حين أنه يعلم تماما أن معظم بلاد العالم سكانه من أصول مختلفة ، و كلهم ينصهرون فى كيان واحد و هو الوطن .
 
أنا لم أدافع عن الأنبا بيشوى و لكن أرى أننا إختلقنا مشكلة من لا شيء على الإطلاق ، و لم يبقَ أمام دعاة التيار الدينى المتشدد سوى كارت السيدة وفاء قسطنطين و السيدة كاميليا و الأديرة و السلاح ، ليؤججوا نار الفتنة و يقضوا على الأخضر و اليابس ... و قد كانت قناة الجزيرة المعروفة بخطها الوهابى لها السبق الإعلامى للوقوف ضد مصر كدولة أولا .. و ضد الدين المسيحى ثانيا .
إبحثوا يا إخوتى فى تاريخ الأقباط فلن تجدوا سوى ( ربنا موجود ) ـ ( كله للخير ) ـ  ( كل جليات و له داود ) ـ ( مسيرها تتحل ) ...... إلخ و ليس لنا أفعال البتة 
و عموما إن هذه الكلمة البريئة و الصحيحة التى أقامت الدنيا و لم تُقعدها حتى الآن ، قد أظهرت بشكل واضح ما هو كامن بداخل نفوس المتأسلمين الذين يأخذون من الدين حُجة لتحقيق مآرب شخصية ، و من الآخر الموضوع كله ( أكـــــــــل عيــــــش ) .
 
و عموما إن هذه الكلمة البريئة و الصحيحة التى أقامت الدنيا و لم تُقعدها حتى الآن ، قد أظهرت بشكل واضح ما هو كامن بداخل نفوس المتأسلمين الذين يأخذون من الدين حُجة لتحقيق مآرب شخصية ، و من الآخر الموضوع كله ( أكـــــــــل عيــــــش )
و كما اشتعلت نيران كثيرة و أطفأتها .. العقــــــــــلانية ــــ و المحبــــــة المسيحيـــــــــة و ــــ و الوطنيــــــة المصـــــريـــــــــــة قريبا ستخبو هذه النيران و ليتحقق القول القائل أن النيران تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله 
تحياتى للجمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق