بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 23 سبتمبر 2010

دعوة القذافي لاسلمة اوروبا تثير امتعاض الكاثوليك وارتباكا في معسكر برلوسكوني


دعوة القذافي لاسلمة اوروبا تثير امتعاض الكاثوليك وارتباكا في معسكر برلوسكوني .. "انا غير قلق لتصريحات القذافي (...) لانها ليست سوى استفزازا مجانيا وسخيفا وقلة احترام للبابا ولايطاليا حيث غالبية السكان من الكاثوليك "



بواسطة فرانسواز قادري (AFP)
روما (ا ف ب) - اثارت تصريحات الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي اختتم زيارة رسمية الى روما الثلاثاء، حول ضرورة "ان يصبح الاسلام دين اوروبا باسرها" امتعاضا في الاوساط الكاثوليكية وارتباكا لدى الغالبية اليمينية بزعامة سيلفيو برلوسكوني.والتزمت وسائل الاعلام التابعة للفاتيكان الصمت التام حيال هذه القضية، وبلغ الامر بصحيفة اوسيرفاتوري رومانو حد عدم الاشارة الى وجود الزعيم الليبي في روما، عاصمة الكاثوليكية في العالم، بخيمته البدوية وحارساته على طريقة المحاربات "الامازونيات"، اضافة الى خيوله العربية الاصيلة.ولكن سكرتير مجمع تبشير الشعوب المونسنيور روبرت ساره خرج عن هذا الصمت، وندد في تصريح لصحيفة "لا ريبوبليكا" بدعوة القذافي ورأى فيها "استفزازا وقلة احترام للبابا ولايطاليا حيث غالبية السكان من الكاثوليك". واضاف "انا غير قلق لتصريحات القذافي (...) لانها ليست سوى استفزازا مجانيا وسخيفا".
ودعا القذافي الاحد خلال لقاء مع 500 شابة اختارتهن وكالة للمضيفات، اعقبه لقاء آخر الاثنين حضرته 200 مضيفة اخرى، الى ان يصبح الاسلام "دين اوروبا باسرها"، كما دعا هؤلاء الشابات، اللواتي حضرن اللقاءين مقابل بدل مادي، الى الزواج برجال ليبيين، مؤكدا ان النساء في ليبيا يلقين معاملة افضل مما تلقاه النساء في الغرب.
بدورها نددت صحيفة "افينيري"، الكاثوليكية التوجه، بما وصفته "جلسة دعاية اسلامية" ارادها القذافي "بشكل متعمد فولكلورية"، متساءلة كيف امكن للزعيم الليبي ان يوجه من قلب "ايطاليا متسامحة وتعددية" وذات "الجذور المسيحية الضاربة في عمق الارض وفي قدم التاريخ" هكذا دعوة، وان "ينبري عمدا في استعراض تبشيري".
ولكن باستثناء المعارضة اليسارية التي نددت بما اعتبرته بازارا اقتصاديا بين برلوسكوني والقذافي، لم يوجه احد انتقادا صريحا لسلوك برلوسكوني بتقبله ما بدر من ضيفه. وشدد العديد من المقربين من رئيس الوزراء على اهمية اتفاقية الصداقة بين البلدين، والتي احتفل القذافي وبرلوسكوني الاثنين بذكرى مرور عامين على توقيعها، في تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما.
غير ان البلبلة كانت واضحة في صفوف معسكر رئيس الوزراء وانصاره ولا سيما لدى الكاثوليك الملتزمين دينيا من بينهم.
وتساءل ماوريتزيو لوبي نائب رئيس مجلس النواب وعضو حزب شعب الحرية بزعامة برلوسكوني، في رسالة وقعها مع رئيس كتلة الحزب في البرلمان الاوروبي ماريو مورو ونشرتها صحيفة لا ستامبا، ما اذا كان "من الملائم ان نعرض بلدنا مسرحا لاستعراضات الرئيس" في اشارة الى القذافي.
واضاف لوبي ومورو في رسالتهما "بالتأكيد انه لامر بالغ الاهمية بالنسبة لنا ان نطور علاقات دبلوماسية مميزة مع ليبيا ولكن لماذا لا نرى هكذا مسرحيات في المانيا او في مكان آخر في اوروبا؟".
ولم يختلف كثيرا رد فعل لوكا زايا رئيس اقليم فينيتو (شمال شرق) والقيادي الكبير في حزب رابطة الشمال المتحالف مع برلوسكوني.
وقال لصحيفة ماتينو دي بادوفا "فليذهب القذافي الى دياره وليطلق من هناك دعواته لتغيير الدين. لم اثمن ابدا ملاحظاته الساخرة الداعية الى الاسلمة"، مضيفا ان الزعيم الليبي "وبصفته ضيفا هو ليس ملما كثيرا بالتربية. كان من الافضل لو اكتفى بمواضيع الاتفاقية الاقتصادية والتجارية الموقعة بين ليبيا وايطاليا".
اما صحيفة لا بادانيا التابعة لرابطة الشمال فكانت اكثر صراحة، وعنونت صدر صفحتها الاولى بالخط العريض "اوروبا يجب ان تبقى مسيحية".
واعتبرت الصحيفة ان "امنيات او ربما تهديدات القذافي تكاد تدعو للضحك" ولكن دعوته لان تتحول اوروبا الى الاسلام ينبغي ان تدفع باوروبا الى الرد عبر التأكيد على قيمها المسيحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق